لقد غيَّر علم التغذية الطريقة التي يتعامل بها البشرُ مع الطعام، إذ أدى اكتشاف العناصر الغذائية، والفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة إلى تغيير عادات الأكل تمامًا؛ إذا أضفنا إلى ذلك تقدم صناعة المواد الغذائية، والتغييرات التي حدثت خلال الخمسين عامًا الماضية، فقد أصبح الطعام قضية صحية عامة مهمة، ولكنه أيضًا موضوع ارتباك لمعظم الناس.نعلم جميعًا أن زيادة عدد المصابين بالسمنة مشكلة حقيقية في جميع أنحاء العالم. قبل 50 عامًا، كان 7.6% فقط من السكان في الدول العربية يعانون من السمنة المفرطة. اليوم، وصلت هذه النسبة إلى 39٪. وهذا يعني أن السمنة كانت قبل 50 عامًا مرضًا نادرًا، بينما أصبحت اليوم واحدة من أكبر الآفات في مجتمعاتنا الحديثة.ناهيك عن الروابط القائمة بين عادات الأكل السيئة والأمراض الأيضية التي تتزايد أعدادها (مثل السكري، والكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والحساسية، واختلالات الغدد الصمّاء، وما إلى ذلك)حتى أننا نتحدث الآن عن حالات تليّف الكبد غير الكحولي، وهو مرض كبدي مرتبط بنظام غذائي غني جدًا. بطبيعة الحال، سنطرح على أنفسنا السؤال التالي: ما الذي أصاب طعامنا طوال 50 عامًا للحصول على هذه النتيجة المؤسفة؟التغذية علم متعدد التخصصات، يدرس العلاقة بين الغذاء والصحة، وهي ذات محورين: فيزيولوجي: تحويل الطعام إلى مغذيات وتحليل دورها؛ نفسي: العوامل البيئية التي تؤثر على نوع النظام الغذائي للفرد.يشمل هذا العلم، علم الحمية الغذائية، أي تكييف الممارسات الغذائية لتلبية الاحتياجات الفيزيولوجية، دراسة سلوكيات الأكل، والوقاية من الكثير من الأمراض.استندت فرضيات هذا العلم إلى فكرة أن الطعام ليس نظامًا، بل هو مجموع عناصره الغذائية. أدى هذا المفهوم الخاطئ بالعلماء إلى الدعوة إلى توصيات محددة.كل شيء يبدأ بالمغذيات. تتضمن معظم علوم التغذية دراسة مادة مغذية واحدة في كل مرة، وهو نهج يصفه العلماء حاليًا بأنه ضار. في الواقع، حتى أبسط الأطعمة يصعب تحليلها، لأن المواد المختلفة التي تحتوي عليها تتفاعل مع بعضها البعض.هذا الجانب الاختزالي من التغذية مفيد، لكنه قد يُشوِّه النتائج، لأن العديد من المفاهيم المتعلقة بفعل الأكل والهضم غير معروفة تمامًا. في الواقع، كل شخص مختلف.سيتمكن بعض عملائك من تناول "كلّ شيء وأي شيء"، حتى الدسمة جدًا، دون اكتساب كيلوغرام زائد، بينما سيخزن آخرون أدنى فرق. تستقلب بعض المجموعات السكريات أفضل من غيرها. اعتمادًا على الإرث الجيني، قد يكون الشخص قادرًا أو غير قادر على هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، أو إنتاج القليل أو الكثير من الكولسترول ...تحدد التركيبة المحددة للأمعاء مدى جودة هضم ما تأكله. نفس 100 سعرة حرارية من الطعام ستنتج طاقة غذائية أكثر، أو أقل، اعتمادًا على نسبة أنواع معينة من البكتيريا الموجودة، أو غير الموجودة، في الجراثيم المعوية.في المقابل، ينتج هذا التوازن البكتيري عن الطعام المستهلك، ولكن أيضًا من الجينات وبيئة الشخص. في الوقت الحاضر، فإن علم التغذية يهتم بشكل متزايد بتأثير الطعام أو مزيج من عدة أطعمة كاملة، وليست معزولة، على صحة الفرد.هذا هو السبب في أن السعرات الحرارية، التي كانت لفترة طويلة الوحدة المرجعية لأخصائيي التغذية لتوجيه الناس في استهلاكهم، وخاصة من حيث الكمية، أصبحت غير مقنعة. أيضًا، نحن لا نأكل العناصر الغذائية، بل الأطعمة التي يمكن أن تعمل بشكل مختلف تمامًا اعتمادًا على العناصر الغذائية التي تحتوي عليها.

‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) PDF Download
‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) KINDLE
‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) EBOOK
‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) EPUB
‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) Free
‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) Read Online
‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition) Free Online

EPUB, PDF DOWNLOAD: ‫تدريب احترافي في التّغذية: الدَّليل الشامل لصناعة مدرِّب التَّغذية‬ (Arabic Edition)